يعد تغير المناخ واحدًا من أهم التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحالي. وتعتبر الحرائق الكبيرة والمتطرفة جزءًا من آثار هذا التغير.
الارتفاع العالمي في درجات الحرارة يؤدي إلى ظروف جوية أكثر حدة وجفافًا في بعض المناطق، مما يزيد من احتمالية نشوب الحرائق وانتشارها ويساهم ارتفاع درجات الحرارة فزيادة تبخر الماء من النباتات والتربة، وتجفيف النباتات، مما يجعلها أكثر قابلية للاشتعال.
و من الأسباب التي تربط الحرائق بتغير المناخ هي زيادة درجات الحرارة الناتجة عن زيادة الغازات الدفيئة
و الغازات الدفيئة هي الغازات التي تسبب احتباس الحرارة في الجو وتؤدي إلى زيادة درجات الحرارة على سطح الأرض، مما يساهم في تغير المناخ. الغازات الدفيئة الرئيسية تشمل ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O) والهيدروفلوروكربونات (HFCs) والكلوروفلوروكربونات (CFCs).
حيث تؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تبخر الماء من الأراضي والغطاء النباتي، مما يجفف النباتات ويجعلها أكثر عرضة للاشتعال. و يؤدي تراجع كميات الأمطار ونقص التساقط المائي إلى جفاف النباتات والغابات، مما يجعلها أكثر عرضة للحرائق .
كما يؤدي ايضا تغير نمط الأمطار إلى تزايد مخاطر الحرائق، حيث قد يتسبب تجمع المياه في مناطق محددة بنمو النباتات بكثافة ومن ثم تصبح هذه المناطق أكثر عرضة للاشتعال عندما تتعرض للحرارة والجفاف. و ينتج عن تغير المناخ زيادة تردد الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف الشديد والحرارة المرتفعة، مما يزيد من احتمالية نشوب الحرائق.
تدمير النظم الإيكولوجية والغابات
الحرائق تعتبر واحدة من أكثر العوامل التي تؤثر على النظم الإيكولوجية والغابات بشكل كبير. تؤثر الحرائق على البيئة والحياة النباتية والحيوانية بطرق عديدة وتسبب تدميرًا شاملاً للمناطق المتضررة. و من بعض التأثيرات الرئيسية للحرائق على النظم الإيكولوجية والغابات:
فقدان التنوع البيولوجي: تتسبب الحرائق الكبيرة في فقدان الكثير من الحياة النباتية والحيوانية، وبالتالي ينخفض مستوى التنوع البيولوجي في المنطقة المتضررة.
تدمير الموطن الطبيعي: تدمر الحرائق المناطق الطبيعية والمواطن التي تعيش فيها الكائنات الحية، مما يؤدي إلى فقدان المواطن الطبيعي للحيوانات والنباتات وتقلص مساحات الغابات.
تغير نمط النمو النباتي: قد يؤدي الحريق إلى تغير نمط النمو النباتي وتأثيره على التركيبة البيئية للمنطقة.
تأثير على دورة المياه: تزيل الحرائق النباتات والأشجار الذي تمتص المياه من التربة وتحتفظ بها، مما يؤدي إلى زيادة تدفق المياه وتعريض التربة لتآكل.
تأثير على الطيور والحيوانات: تؤثر الحرائق على الطيور والحيوانات بتدمير مواطنها ومصادر الغذاء والملاجئ.
التدخلات البشرية تشعل الحرائق
التدخلات البشرية تعد واحدة من أهم الأسباب التي تشعل الحرائق وتساهم في زيادة انتشارها و تتضمن التدخلات البشرية العديد من الأنشطة التي قد تؤدي إلى نشوب الحرائق عن طريق الخطأ أو عن طريق العمد، حيث يلجأ بعض الأشخاص إلى حرق النفايات في الهواء الطلق بدلاً من التخلص منها بطرق أخرى، وقد يؤدي ذلك إلى نشوب حرائق غير مسيطر عليها. كما يقوم بعض الأفراد أو الجهات بإشعال الحرائق عمدًا لأسباب مختلفة، مثل تحقيق مكاسب مادية أو تغطية أعمال إجرامية أخرى. و قد تندلع الحرائق عندما يقوم المخيمون بإشعال النار لإعداد الطعام أو التدفئة ويفشلون في السيطرة عليها.
و في بعض الحالات، يمكن أن تشتعل الحرائق نتيجة أعمال زراعية مثل حرث الحقول أو حصاد المحاصيل في ظروف جافة.كما يسبب التخلص غير الآمن من السجائر المشتعلة في الأماكن الجافة أو في الطبيعة في نشوب الحرائق.
التغير المناخي او التدخل البشري
انتشار الحرائق يمكن أن يكون نتيجة تأثيرات متعددة تتضمن كلًا من التغير المناخي والتدخل البشري. الاثنان يمكن أن يتفاعلا ويتأثرا بعضهما البعض، وهما يعتبران عوامل رئيسية في زيادة تكرار وحجم الحرائق المستعرة في بعض المناطق.
تهدف الجهود البشرية إلى التصدي للحرائق من خلال تحسين ممارسات الوقاية والاستجابة للحرائق والإدارة البيئية المستدامة. يجب تكثيف جهود مكافحة التغير المناخي من خلال تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والاستثمار في الطاقة المتجددة للحد من الجفاف وزيادة الاستدامة البيئية. أيضًا، يجب زيادة الوعي البيئي والتعليم حول كيفية التعامل مع النار بطريقة آمنة للحد من الحرائق التي يمكن أن تنشأ عن تدخل البشر.
من أجل الحد من الحرائق الناتجة عن التدخلات البشرية، يجب توعية الناس بأهمية السلوك الآمن والمسؤول في التعامل مع النيران
✓محمد علي الدبوسي