أخبار وطنية

أسامة عويدات :السياسة والسياسيون

السياسة والسياسيون

التداول الإعلامي – ولا أقصد بذلك فقط الإعلام الحِرفي – أظهر أزمة حزب نداء تونس وكأنها أزمة وطنية شاملة،وكذلك فك الارتباط بين النّهضة والنّداء وكأنّه تبدل في الخيارات الكبرى، في حين لو نُرجع الأمور إلى أصلها الطبيعي بمكن أن ندرك أن : 1 أزمة نداء تونس هي أزمة حزب تقدّم للانتخابات التشريعية بوعود للشعب التونسي سقفها أنّه حزب بكوادر وكفاءات يقدر على تشكيل أربع حكومات.وأنّه سيحل أزمات البطالة وتدهور الطاقة الشرائية والتهميش في الجهات الداخلية… وعندما تحصّل على ثقة أغلب الناخبات والناخبين تبيّن أنّه لم يكن في مستوى تلك الوعود…هذا العجز لم يكن عجز سياسيين وإنّما عجز سياسات…خيارات سياسية فاشلة ومنوال تنموي قامت عليه ثورة شعب ورغم ذلك مازال الحزب الحاكم متمسكا به، فلم يقدر بتلك الخيارات وتلك السياسات أن يخلق مواطن شغل جديدة، ولم يقدم حلولا تنمويّة في الجهات ولم يحل مشكلة الأسواق الموازية…فأثمر كل ذلك أزمة في المالية العمومية، وما تبعها من أزمات اجتماعية(قفة المواطن،أزمة في مدارسنا،في مجال الصحة العمومية،في مجال النقل…) الآن ونحن على أبواب سنة انتخابات جديدة بم سيبرر هذا الحزب كل ذلك؟ هل سيغير في خياراته السياسية وبرامجه الاقتصادية والاجتماعية؟ طبعا لا لأنّ خيار اقتصاد السوق لا بديل عنه عنده لذلك اتجه أبناء الحزب الواحد إلى اتهام الأفراد من القيادات، ليصبح الخطأ في السياسيين لا في السياسات، وهذا أمر غير صحيح والدليل على ذلك عند غيرنا حكومة الصيد بحكومة الشاهد هل تغير شيء؟… 2فك الارتباط بين النهضة والنّداء..هل هو الرجوع إلى الأصل في الأشياء؟ ألم يقدّم حزب نداء تونس نفسه للناخبين نقيضا للنّهضة؟ ألم يقد حزب حركة النهضة نفسه للناخبين نقيضا للنداء؟ ولكن بعد الفوز في الانتخابات التقيا وتحالفا …تحالف أساسه الالتقاء في السياسات، إنه الاتفاق بينهما في الخيار الليبرالي ، خيار اقتصاد السوق الذي لا يرى الحزبان بديلا عنه، وما فك الارتباط الآن بينهما إلا من أجل إحياء الاستقطاب الثنائي.

زر الذهاب إلى الأعلى